أخبار

ماذا لو أنشأت الروبوتات شبكات تواصل خاصة بها؟

تعد “الشبكات العصبية” للروبوتات أساس الذكاء الاصطناعي، لمختلف الأجهزة التي نستخدمها في حياتنا اليومية، فهل ستشكل فيما بينها شبكة تواصل “اجتماعي”؟

تخيل أن تقوم السيارة وأنت في طريقك إلى البيت، بتنبيه روبوت المنزل ليسخن لك العشاء بعد نصف ساعة من الموعد المعتاد، لأنك عالق في زحام المرور.. أو أن يقوم بتنبيهك إلى أن سروالك قد اهترأ وعليك شراء آخر، فإذا وافقت، قام وحده باختيار مقاسك المناسب ولونك المفضل، فيصلك السروال مساء اليوم نفسه.

تلك أمثلة بسيطة مما يمكن أن تنجزه “الشبكات العصبية”، التي تعد اليوم أساس الذكاء الاصطناعي لمختلف الأجهزة، بعضها نستخدمه في حياتنا اليومية.

لكن تلك الأجهزة لا تتقن هذه الأعمال البسيطة المعروفة مسبقا فحسب (مثل فتح باب المنزل أو تقديم الحذاء)، وإنما قادرة على القيام بأعمال أكثر تعقيدا من ذلك، مثل أجهزة منفصلة تكون في أغلب الأحيان على شكل برامج تعليمية ذاتية، موجودة في ذاكرة الروبوت.

لا تمتلك تلك الأجهزة دماغا بشريا، لكنها نظير تكنولوجي له، يمكن بفضله للجهاز العمل بطريقة مشابهة للعقل البشري. وعلى الرغم من أن العلماء لا يعرفون سوى القليل عن عمل ووظائف الدماغ البشري، إلا أنه أصبح من المعروف أن أهم وظائفه الربط بين الأعصاب، حيث يحاول العلماء الآن إعادة تمثيل هذا النظام العصبي.

يستند المبدأ الأساسي الأول لتشغيل الشبكات العصبية على استخلاص وجمع الخبرة التي تم الحصول عليها مسبقا، والتي لا علاقة لها بتنفيذ الأعمال، كأن نعرض مثلا على “الشبكة العصبية” صورا لأناس كاذبين وآخرين صادقين، أو لخائفين وجريئين، وغيرهم، فإذا ما تم تلقين هذه “الشبكة العصبية” الصناعية، يصبح بإمكانها التعرف على الصدق أو الكذب، الفرح أو الحزن، من خلال تعبيرات وحالات الوجه

كذلك يمكن لهذه الشبكات أن توفر معلومات يستخدمها الناس أو تنقل تلك المعلومات إلى البرمجيات الأخرى، مثل التشخيص الطبي واختيار أفضل طرق العلاج وما إلى ذلك.

ويبقى الإنسان (المبرمج) إلى يومنا هذا مسؤولا عن عمل هذه الشبكات الذكية، فهو المصمم والمدرب، الذي يوجه عمل الشبكة ويصوب أخطاءها.

لكن الباحثين في مجال “الشبكات الذكية” اقترحوا مبدءا جديدا في التدريب، بحيث تمتلك كل شبكة عصبية موجودة، معرفة (معلومات) يمكن أن تنقلها إلى الشبكات الأخرى. هنا يطرح السؤال نفسه: لماذا لا نرسم خطة جديدة للشبكات التي تمتلك مجموعة من المعلومات وتعمل في مجالات مختلفة، كي تتواصل فيما بينها وتتبادل المعلومات؟

يجيب على هذا التساؤل كبير الباحثين في معهد الأتمتة الحاسوبية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم ألكسندر غوربان، وهو متخصص في “الشبكات العصبية”، ويقول: “يتعين على (الشبكة العصبية) العثور على أخرى أكثر تطورا، تقوم بأخطاء أقل عند حل المسائل المطلوبة منها، فتأخذها قدوة لها. بهذه الطريقة تصبح الشبكة الجديدة أكثر تطورا، ومن الممكن أن تخوض الشبكات الأقل تأهيلا (دورات تدريبية) لدى الشبكات الأكثر تطورا، أو تحصل على معلوماتها من العالم الخارجي.. إلخ”.

حينئذ، تصبح هذه العلاقة بين الشبكات العصبية الذكية، شبيهة بالشبكات الاجتماعية التي يتم فيها تبادل المعلومات بين البشر على اختلافهم واختلاف اهتماماتهم، فإذا وجدت الشبكات العصبية المختلفة بمهامها ووظائفها عاملا مشتركا، ستبدأ الروبوتات من حولنا بالعمل بعد التنسيق الذاتي فيما بينها، عن طريق ما يمكن اعتباره “فيسبوك” خاصا بها، يمكن أن تنبثق منه مجموعات مختلفة (حسب الاختصاص)، كمحادثة افتراضية مابين “الشبكات العصبية الطبية” أو “الشبكات العصبية للطيران الذاتي” وأمثلة أخرى.