أخبار

شفيق طرابلسي: رقمنة القطاعات توفر إمكانيات استثنائية في مجال تكنولوجيا الاتصال والمعلومات

اكد شفيق طرابلسي رئيس وحدة الشبكات الشرق الأوسط وأفريقيا ان تقنية الجيل الخامس تمتلك في عالم الاتصالات السلكية واللاسلكية المتطور القدرة على توفير النطاق والمرونة  والمشغلين الذين يواجهون التحديات المتمثلة في زيادة الطلب على خدمات الشبكات، والمنافسة الشديدة للأسعار، وركود السوق، في إطار جهودهم المستمرة لزيادة الإيرادات من خلال نماذج الأعمال المختلفة والاستفادة من الفرص التي توفرها رقمنة القطاعات، وذلك على الرغم من النمو المرتفع في كل من اشتراكات الهاتف المحمول وحركة البيانات المتنقلة، مما إنعكس إيجاباً في نمو إيرادات خدمات الهاتف المحمول بشكل عام، مقارنة بالنمو الذي كان يبلغ 10 إلى 15 % في الماضي ومن الواضح أن المشغلين يكافحون لتحويل الاستخدام المتزايد لخدمات البيانات المتنقلة إلى إيرادات متنامية.

وأوضح أنه عندما يصبح العالم مرتبطاً بالرقمنة على المستوى العالمي أكثر من أي وقت مضى، فمن الطبيعي أن تشهد القطاعات تحول قائم على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبينما يعتبر المشغلون بأن المصادر التقليدية للإيرادات تتراجع، فإن سوق رقمنة القطاعات تشهد نمواً متزايداً كما تشهد التكنولوجيا الرقمية نمواً مضطراداً حول العالم، ومن المتوقع أن تبلغ الإيرادات الرقمية لمشغلي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات نحو 3.5 تريليون دولار بحلول عام 2026 عبر القطاعات الرئيسية وتأتي عوائد التكنولوجيا الرقمية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من اعتماد أو دمج التكنولوجيا الرقمية في قطاع معين والتي توفر إيرادات ضخمة للقطاعات.

إن الاتجاهات التجارية العالمية مثل التنافس المحموم، والقدرات الجديدة للعملاء وتطور خياراتهم، والتغير السريع في النظم المتكاملة للأعمال، والتقدم التكنولوجي الهائل، كلها تؤثر على القطاعات الرئيسية بدرجات مختلفة وتتجه القطاعات المختلفة نحو الرقمنة لتحقيق نتائج أفضل لأعمالها؛ وستكون تقنية الجيل الخامس إحدى التقنيات الرئيسية لإنشاء وتعزيز حالات استخدام رقمنة القطاعات التي ستحدث تغييرات جذرية بالطريقة التي تعمل بها العديد من القطاعات.

ويتوقف نمو الإيرادات المحتمل للمشغلين على دور المشغل في سلسلة القيمة الرقمية للقطاع في حين قد لا يزال المشغلون يستفيدون من التركيز على إحدى الخطوات في سلسلة القيمة، بينما كان بإمكانهم تحقيق نمو أكبر لو قاموا باستثمار كل خطوة من خطوات هذه السلسلة وباستخدام تقنية الجيل الخامس لمواجهة التحديات الرئيسية في مجال رقمنة القطاعات (مثل التصنيع والسيارات)، يمكن للمشغلين أن يتحولوا من مجرد مطورين للشبكات، والتوجه لتحقيق المزيد من الإيرادات عبر التحول، ليصبحوا مصادر ممكنة للخدمة أو حتى منشئين للخدمة.

ولتحقيق ذلك، قامت اريكسون بتنظيم  حالات الاستخدام في تسع مجموعات تشمل المراقبة والتتبع، واستشعار المخاطر والصيانة، والسيارات المتصلة، والتشغيل الآلي في الوقت الحقيقي وغير ذلك ويشكل التشغيل الآلي في الوقت الحقيقي المجموعة الأكبر على مستوى المنطقة، مع إمكانية تحقيق إيرادات تقدر بـ 6.2 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026. وتأتي خدمات الفيديو المحسنة في المرتبة الثانية، مع إمكانية تحقيق إيرادات قدرها 5.94 مليار دولار أمريكي في نفس العام ولتمكين هذا التحول، ينبغي على المشغلين التركيز على كيفية نشر عدد كبير من حالات الاستخدام بكفاءة من حيث التكلفة، وتحديد الأدوار الواجب اتخاذها في النظام الإيكولوجي أو سلسلة القيمة، بالإضافة إلى نماذج الذهاب إلى السوق ذات الصلة.
ونشهد اليوم ظهور مزيج من مواقع المشغلين في سلسلة القيمة، وتوفر رقمنة العمليات التجارية الخاصة بالصناعة فرصة كبيرة للمشغلين الذين يدعمون عملائهم من مختلف القطاعات الرأسية بتوجيه استراتيجي جديد.

وقال شفيق طرابلسي أن هناك ثلاثة أدوار رئيسية يجب أن يقوم بها المشغلون عندما يتعلق الأمر بتوليد الدخل من خلال رقمنة القطاعات بتقنية الجيل الخامس  ويتمثل الدور الأول في تطوير الشبكة: العامل الذي يتفوق في البنية التحتية للشبكة التشغيلية، بما في ذلك النفاذ، والأساس، والنقل؛ وإتاحة تطبيقات فعالة لممكني تكنولوجيا المعلومات لدعم المستهلكين والشركات من خلال حلول اتصال مصممة خصيصًا للإستفادة من الامكانيات التي توفرها الرقمنة إلى أقصى حد ممكن.

بينما يتجلى الدور التالي في تمكين الخدمة بالإضافة إلى تمكين الاتصال، يوفر هذا المشغل المنصات الرقمية التي يمكن للشركات بسهولة تكوينها ودمج القدرات الرقمية التي تعزز القيمة في عملياتها التجارية بطرق آلية كلياً أما الدور الثالث والأخير فهو انتاج الخدمات حيث يقوم المشغل بإنشاء خدمات رقمية جديدة، وبناء أعمال مبتكرة، والتعاون فيما وراء الاتصالات من أجل إنشاء أنظمة قيمة رقمية جديدة بالإضافة إلى توفير منصات رقمية وخدمات البنية التحتية.

في عام 2026 سوف يصبح لدى المشغلين في الشرق الأوسط وأفريقيا فرصة تحقيق ايرادات بقيمة 38.2 مليار دولار أمريكي نتيجة رقمنة القطاعات، بالإضافة إلى إيرادات الاتصالات المتوقعة للمنطقة ومن المتوقع أن تتراوح الزيادة المتوقعة في الإيرادات المحتملة من 12.6 مليار دولار أمريكي لمطوّري الشبكة إلى 38.2 مليار دولار أمريكي إذا ما عدل المشغلين نموذج أعمالهم ليصبحوا أداة تمكين ومنتجي خدمة.

في الوقت الذي تستمر فيه الاستثمارات في رقمنة القطاع بالنمو وتوليد إيرادات لمشغلي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، يمكن للمشغلين الاستفادة من إيرادات إضافية بنسبة 36٪ من فرص السوق التي تدعمها تقنية الجيل الخامس في السنوات الثماني القادمة وتمتلك التقنية الجديدة القدرة على تقديم منافع غير مسبوقة للمجتمع، والأعمال التجارية، ومشغلي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أيضا؛ ما يعني بأننا نعيش حالياً الوقت المثالي للإنطلاق في الاعمال المرتبطة بتقنية الجيل الخامس.