أخبار

كيف يخفي المهاجمون “الباب الخلفي” في برنامج يستخدم للشركات في جميع أنحاء العالم؟

اكتشف خبراء كاسبرسكي لاب ثغرة أمنية على شكل هجمات الباب الخلفي زرعت في منتج برمجية إدارة الخادم المستخدم من قبل مئات الشركات الكبيرة حول العالم. وبعد تفعيل ثغرة الباب الخلفي، سرعان ما تسمح للمهاجمين بتحميل المزيد من البرمجيات الخبيثة أو سرقة البيانات.

وقد أخطرت كاسبرسكي لاب شركة توريد البرنامج المتأثر: “NetSarang” والتي قامت على الفور بإزالة الكود الخبيث وطرح إصدار محدّث للعملاء.

إن “ShadowPad” هي واحدة من أكبر الهجمات المعروفة والتي تتسلل عن طريق شبكات سلسلة التوريد. وفي حال أنه لم يتم اكتشافها وتصحيحها بسرعة، فمن المحتمل أن تستهدف مئات الشركات في جميع أنحاء العالم.

في يوليو 2017، تم التواصل مع فريق الأبحاث والتحليلات العالمي في كاسبرسكي لاب من قبل أحد شركائه وهي مؤسسة مالية. وقد أبدى خبراء الأمن في المؤسسة المعنية قلقهم بشأن طلبات مشبوهة واردة من خادم أسماء النطاقات، وأظهرت تحقيقات أخرى أن مصدر هذه الطلبات يعود إلى برنامج إدارة الخادم الذي انتجته شركة نظامية واستخدمه مئات العملاء في قطاعات عديدة، من ضمنها قطاع الخدمات المالية والتعليم والاتصالات والتصنيع والطاقة والنقل. ومن أكثر النتائج إثارة للقلق أن المورد لم يقصد من وراء بيع هذا البرنامج تقديم أي من هذه الطلبات.

وكشفت تحاليل إضافية أجرتها كاسبرسكي لاب بأن الطلبات المشبوهة كانت في الواقع نتيجة لنشاط نمط برمجي خبيث مندسّ داخل إصدار محدّث لإحدى البرامج النظامية. وبعد تثبيت الإصدار المحدّث للبرنامج المصاب، تبدأ البرمجية الخبيثة نشاطها بإرسال طلبات خادم أسماء النطاقات إلى نطاقات محددة (خادم التحكم والسيطرة الخاص بها) بشكل متكرر، بمعدل مرة واحدة كل ثماني ساعات. ويتضمن الطلب عادة معلومات أساسية حول نظام الضحية (اسم المستخدم، اسم النطاق، اسم المضيف).

وفي حال ارتأى المهاجمون بأن هذا النظام “مثير للاهتمام”، يقوم خادم التحكم بالرد وتفعيل منصة الباب الخلفي المكتملة الأركان والتي تتغلغل ذاتياً وبصمت داخل كمبيوتر الضحية. بعد ذلك، وبعد تلقي أوامر من المهاجمين، تصبح منصة الباب الخلفي قادرة على تحميل وتنفيذ المزيد من الأكواد الخبيثة.

وفي أعقاب هذا الاكتشاف، قام باحثو كاسبرسكي لاب على الفور بالتواصل مع “NetSarang”. واستجابت الشركة المعنية بسرعة لطلب كاسبرسكي لاب وطرحت إصداراً محدّثاً من البرنامج خال من الكود الخبيث.
وفقا لأبحاث كاسبرسكي لاب، تم تفعيل هذا النمط البرمجي الخبيث، حتى الآن، في هونج كونج، وهناك احتمال بأن يكون موجوداً ولكن في حالة خمول على العديد من الأنظمة الأخرى حول العالم، وخاصة في حال لم يقم المستخدمون بتثبيت النسخة المحدثة من البرنامج المتأثر.

أثناء تحليل أدوات التقنيات والإجراءات المستخدمة من قبل المهاجمين، توصل باحثو كاسبرسكي لاب إلى استنتاج مفاده توجد أوجه تشابه تشير إلى متغيرات البرمجيات الخبيثة “PlugX” المستخدمة من قبل “Winnti APT” ، وهي مجموعة ناطقة باللغة الصينية المعروفة. غير أن هذه المعلومات لا تكفي لتأسيس علاقة وثيقة مع هذه الجهات الفاعلة.

وقال إيجور سومينكوف، الخبير الأمني في فريق الأبحاث والتحليلات العالمي لدى كاسبرسكي لاب، “تعد “ShadowPad” مثالاً على مدى الخطورة الناجمة عن النجاح في شن هجمات واسعة النطاق من خلال التسلل عن طريق شبكات سلسلة التوريد وما يمكن أن تحدثه من تداعيات. وبالنظر إلى ما تتيحه للمهاجمين من مزايا الوصول السهل وجمع البيانات، فمن المرجح أن يتم إعادة إنتاج أو استنساخ برمجية “ShadowPad” مرارا وتكرارا مع بعض من مكونات البرمجيات الأخرى المستخدمة على نطاق واسع. ولحسن الحظ، لمسنا من شركة NetSarang تجاوباً سريعاً لملاحظاتنا، حيث بادرت الشركة على الفور بطرح إصدار محدّث ونظيف للبرنامج، مما ساهم على الأرجح في منع مئات الهجمات المستهدفة لسرقة بيانات عملائها. ومع ذلك، تظهر هذه الحالة أنه من الضروري أن يكون لدى الشركات الكبيرة حلولاً أمنية متقدمة قادرة على رصد نشاط الشبكة والكشف عن الحالات المشبوهة والمريبة. وهذا هو السبيل الوحيد الذي يتيح لعملائنا اكتشاف الهجمات الخبيثة حتى في حال كان المهاجمون على قدر عال من التطور بحيث يلجؤون للتخفي داخل البرامج النظامية.”

تقوم جميع منتجات كاسبرسكي لاب باكتشاف والحماية من برمجية “ShadowPad” من خلال “Backdoor.Win32.ShadowPad.a”.

تنصح كاسبرسكي لاب المستخدمين بالقيام وبشكل فوري بتثبيت الإصدار المحدّث لبرنامج NetSarang، الذي تمت إزالة النمط الخبيث المكتشف حديثاً منه، والتأكد من خلو أنظمتهم من أي مؤشرات على طلبات مشبوهة صادرة عن ” خادم أسماء النطاقات” “DNS” إلى نطاقات غير مألوفة. تتوفر قائمة بأسماء سيرفرات نطاقات التحكم المستخدمة من قبل هذا النمط البرمجي الخبيث في مدونة “Securelist” ، والتي تتضمن أيضا المزيد من المعلومات التقنية حول ثغرة الباب الخلفي.