أخبار

مجلة “للعِلم” تنشر الوعي بتحديات وفرص المياه المالحة في مصر والعالم

في محاولة لنشر الوعي بالتحديات والفرص التي تواجه المياه المالحة، نشرت مجلة “للعِلم” ، الطبعة العربية المجانية لمجلة ساينتفك أمريكان والمُتاحة عبر الإنترنت، مجموعة من المقالات تتناول فيها التحديات والمشكلات التي تواجه بحيرة قارون بالفيوم بمصر والماء المالح ببحيرات وبحار العالم عموماً، في مقابل فرص الاستثمار والحلول الواعدة التى ما زالت هذه المسطحات المائية تبشر بها. وتتألف المجموعة من ستة مقالات عن “بحيرات العالم المالحة ووضعها المزري”، و”الأيزوبودا وكيفية تغييره لمظاهر الحياة ببحيرة قارون بالفيوم – «وحش قارون» يُحكِم قبضته على البحيرة – الأسماك تخوض حربًا من أجل البقاء – تقنية رخيصة الثمن لاستخلاص وقود الهيدروجين – مصر تواجه شح المياه بـ”الطاقة النووية”

على المستوى العام يتحدث أحد المقالات عن خطر تقلص العديد من البحيرات المالحة في العالم بمعدلات مثيرة للقلق، حيث قام محمد السعيد بتغطية دراسة حديثة لمجلتنا، أجراها فريق من الباحثين بجامعة “يوتا” الأمريكية ويقول الباحث الرئيسي – وايني إ. وارتسبو – في تصريحات لـ”للعلم”: “إن النتيجة الأبرز لهذه الدراسة هي أن الاستغلال المتنامي للمياه في الاستخدام الزراعي بشكل أساسي يمثِّل مشكلة مُلِحَّة، تتسبب في تقلص حجم البحيرات الملحية الطرفية، كما أن تراجُع حجم البحيرة مع زيادة ملوحتها يدمر موائل الطيور، ويزيد من العواصف الترابية التي تضر بصحة الإنسان

ومن جهته، يضيف مجدي تراب- أستاذ الجيومورفولوجيا بجامعة دمنهور، ورئيس الجمعية المصرية للتغيرات البيئية: “إن كمية الأمطار التي تزوِّد هذه البحيرات بالمياه قلَّت نتيجة للتغيرات المناخية، فضلاً عن تقلُّص حجم البحيرات المالحة ومساحتها بسبب العوامل البشرية، مثل تحويل مجاري الأنهار، وإنشاء السدود، وزيادة استغلال مياه الأنهار والمطر ومنع وصولها للبحيرات”

وعلى مستوى مصر بالأخص، يتناول مقالان مشكلة التلوُّث ومعدلاته غير المسبوقة التي وصلت إليها بحيرة قارون بالفيوم. وفي تحقيق استقصائي أجرته نجوى طنطاوي لمجلة «للعلم» وقع الاختيار على قرية “شكشوك” الواقعة مباشرة على البحيرة، مما جعلها نموذجًا معبِّرًا عما أحدثه “طفيل الأيزوبودا” بها، وبحياة سكان القرية. وتشير داليا أشرف – مدرس أمراض الأسماك بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة – إلى أن التحليل الفيزيائي والكيميائي لمياه البحيرة، كشف ارتفاع درجة ملوحة مياه بحيرة قارون مما وفَّر بيئةً مناسبةً للطفيل، وعزَّز من قدرة الميكروبات المُمْرِضة على إصابة الأسماك”

وبالحديث عن الأسماك تتناول المقالات أيضاً مستقبل الثروة السمكية التى تحظى بها البحار والمحيطات، خاصة في ظل التغيرات المناخية المتطرفة التى تجتاح العالم الآن. وقد قام محمود العيسوى باستطلاع سيناريوهات ثلاثة تفرضها التغيُّرات المناخية على الأسماك وغيرها من الكائنات البحرية؛ من جَرَّاء الارتفاع الملحوظ في درجة حرارة المياه إلى معدلات غير مسبوقة

وبالانتقال إلى الفرص، نشر موقع “للعِلم” تغطية قام بإعدادها محمد السنباطي عن الطريقة الجديدة لتوليد وقود هيدروجيني من مياه البحر والتي تمكن فريق من الباحثين بجامعة فلوريدا الوسطى الأمريكية من استحداثها في خطوة جديدة نحو إيجاد مصدر لوقود نظيف. ووفق الدراسة المنشورة في دورية إنيرجي & إنفيرومنتال ساينس، فقد طور الباحثون مادة هجينة تعمل كعامل محفِّز يحوِّل الضوء إلى طاقة تُستغَل في توليد الهيدروجين من المياه المالحة وهذه الطريقة الجديدة أقلَّ كلفةً وأكثر كفاءةً من الطرق المستخدمة حاليًّا، الأمر الذي قد يؤدي إلى طفرة في إنتاج الوقود الهيدروجيني

وفي مسار آخر مُوازٍ، يتناول تقرير كتبه رضا القاضي سعيَ مصر لمواجهة شحّ المياه بالطاقة النووية. حيث طوّر علماء من جامعة البحوث النووية الوطنية في روسيا تكنولوجيا هجينة، تجمع بين استخدام مصادر الطاقة داخل المحطة النووية من جهة ووحدة معالجة أولية تستكشف درجة الملوِّثات بالمياه ونسب ملوحتها، من خلال التركيز على تعدد مراحل المعالجة لإنتاج مياه نظيفة بجودة وكمية عاليتين. ويُنتظر أن تُستخدم نتائج الدراسة في مشاريع كبرى لشركة “روس آتوم” الروسية في المحطة النووية المُزمَع إنشاؤها في مصر لسد احتياجاتها من مياه ال

وتعليقاً على محتوى المقالات، قالت داليا عبد السلام، رئيس تحرير مجلة “للعِلم”: “المقالات الخاصة بالمياه تم انتقاؤها خصيصاً لنشر الوعي بالتحديات الخطيرة التي تواجه المنطقة العربية؛ حيث يقول باحثون إن إعذاب مياه البحر ومعالجتها هو الحل الأمثل لمنطقتنا بسبب ما تعانيه من درجات جفاف وتقلبات مناخية وزيادة سكانية ونسب التلوث. وقد أطلقت سبرنجر نيتشر مؤخراً بوابة “للتحديات الكبرى” (grandchallenges.springernature.com) تتضمن خمسة تحديات مجتمعية رئيسية وتهدف إلى ربط صنّاع السياسات وقادة الأعمال بأبحاث على أعلى مستويات من الجودة لمساعدتهم على دعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، التي أطلقت في عام 2015″.